جاء عند ابن حبان والبراز عن جابر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( ليسلم الراكب علي الماشي، والماشي علي القاعد، والماشيان أيهما بدأ هو أفضل)).
وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح ك (( إن أولي الناس بالله من بدأهم بالسلام)).
والمعني : أن أقرب الناس إلي الله ـ عز وجل ـ وأكثرهم ولاية وحباً وزلفي إلي الله، الذي يبدا المسلمين بالسلام، وكانت هذه عادة أخيار الصحابة والتابعين أنهم يبدون غيرهم بالسلام.
وورد عنه عليه الصلاة والسلام كما عند ابن السني، قال: (( السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه)).
ومعني الحديث أنه لا يبدأ أحد في سؤال ولا في كلام حتى يسلم، فإذا سلم بدأ في سؤاله وموضوعه.
وعند الترمذي وأبي داود وأحمد بسند صحيح عن كلدة بن حنبل أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولبأ((أول ما يحلب عند الولادة)، وجداية ( الصغير من الظباء)، وضغابيس ( صغار القثاء) إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، والنبي صلي الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: (( فدخلت عليه، ولم اسلم، ولم استذان، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (0أرجع فقل : السلام عليكم،أأدخل؟)).
أمة امية.. (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2) بعث الله في هذه الأمة هذا الرسول صلي الله عليه وسلم؛ ليزكيها ويفقهها في دينها، ويعلمها الآداب الرفيعة والأخلاق العالية.
والشاهد في حديث كلدة: أن البدء بالسلام يكون قبل الدخول ، وقبل الكلام ، وقبل أي شيء.
وكان صلي الله عليه وسلم كما في سنن أبى داود من حديث عبد الله بن بسر، إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، فيقول: (( السلام عليكم ، السلام عليكم)) حديث حسن.
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه يبدأ من لقيه بالسلام. وكان يحرص علي ذلك، خلافاً للمتكبرين، فإنهم يتحرون أن يبدأهم الناس بالسلام.
وابتداء السلام بلفظ: (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))، ويرد الراد (( وعليكم السلام)) بالواو. وقد أتثبتها النووي وابن القيم، وهي اجمل وأحسن من لفظ : (( عليكم السلام)).
ويكره أن يقول المبتدئ : (( عليكم السلام))، قال أبو جري الهجيمي كما عند أبي داود والترمذي وأحمد بسند صحيح : أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلتك عليك السلام يا رسول الله، فقال(( لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى)).
فعلينا تجنب قول: (( عليك السلام)) فإنهم كانوا يحيون موتاهم بذلك، كما قال الشاعر لما مر بقبر قيس بن عاصم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم
ورحمته ما شاء أن يتزحما
تحية من ألبسته منك نعمة
إذا زار عن شحط بلادك سلما
وما كان قيس موته موت واحد
ولكنه بنيان قوم تهدمـــا
فبدأ بالجار والمجرور لأنه ميت.
فكره النبي صلي الله عليه وسلم أن يحيي بتحية الأموات، ومن كراهته لذلك لم يرد علي المسلم بها.
منقول