خرج عيسى عليه السلام يسيح فى الارض فصحبه يهودى و كان معه رغيفان و مع عيسى رغيف
فقال له عيسى عليه السلام : تشاركنى فى طعامك ؟
فقال : اليهودى نعم .
فلما علم انه ليس مع عيسى الا رغيف واحد ندم فقام عيسى الى الصلاه فذهب صاحبه اليهودى و اكل رغيفا فلما اتم عيسى عليه السلام قدما طعامهما فقال عيسى لصاحبه : اين الرغيف الاخر ؟
فقال : ما كان الا رغيف واحد فاكل عيسى عليه السلام رغيفا و صاحبه رغيفا
.
ثم انطلقا فجاء الى شجرة فقال : عيسى لصاحبه اليهودى لو انا بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح
فقال : نفعل فباتا حتى اصبحا منطلقين
فلقيا اعمى فقال له عيسى : ارايت ان انا عالجتك حتى يرد الله بصرك هل تشكره ؟
قال نعم فمس عيسى عليه السلام بصره و دعا الله له فابصره
فقال : عيسى لليهودى بالذى اراك الاعمى يبصر اما كان معك من رغيف ؟
فقال : و الله ما كان الا رغيف واحد.
فسكت عيسى عنه فمرا بظباء ترعى فدعا عيسى عليه السلام ظبيا منها فذبحه ثم اكلا منه ثم قال عيسى للظبى : قم باذن الله فقام
فقال الرجل : سبحان الله
فقال عيسى عليه السلام : بالذى اراك هذه الايه من اكل الرغيف الثالث ؟
فقال ما كان الا رغيف واحد
فمضيا فمرا بنهر عظيم فاخذ عيس بيده فمشى به على الماء حتى جاوزاه
فقال الرجل : سبحان الله
فقال عيسى عليه السلام : بالذى اراك هذه الايه من صاحب الرغيف الثالث ؟
فقال الرجل و الله ما كان الا رغيف واحد
فخرجا حتى اتيا قريه عظيمه خربه و اذا قريب منها ثلاثه احجار كبيره من الذهب
فقال عيسى عليه السلام : واحده لى و واحده لك و واحده لصاحب الرغيف الثالث
فقال الرجل : انا صاحب الرغيف الثالث اكلته و انت تصلى فقال عيسى هى لك كلها
و فارقه فاقام الرجل عليها ليس معه ما يحملها عليه فمر به ثلاثه نفر فقتلوه و اخذوا الذهب
فقال : اثنان منهم لواحد انطلق الى قريه كذا فاتنا بطعام فذهب
فقال احد الباقين : نقتل هذا اذا جاء و نقسم هذا بيننا
فقال الاخر : نعم
و قال الذى ذهب يشترى الطعام لنفسه اجعل فى الطعام سما فاقتلهما و اخذ الذهب لنفسى ففعل ما املاه عليه شيطانه فلما عاد بالطعام المسموم اكلاه بعد ان قتلاه فماتا هما ايضا بجوار الذهب
فمر عيسى عليه السلام بعد ذلك فراى الاربعه صرعى عند الذهب فاشار اليهم و الى الذهب قائلا لمن معه من الحواريين هكذا الدنيا تفعل باصحابها فاحذروها