أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمنا
ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك
وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها
فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل. فسأل الرجل نفسه : هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين
ونظرا إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها
فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم، فكيف سيطعم امرأته وابنه؟
خلال سيره سمع رجلاً ينادي: من يدل على أبو نصر الصياد؟
. فدله الناس على الرجل.. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة.
ثم مات ولم أستدل عليه ، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك
يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله
وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة ، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع
وينادي مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي ، فرجحت السيئات
فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها ؟
فوضعت الأموال ، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئا ً، ورجحت السيئات
وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول : نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات
فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو ؟
فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات
ففرحت فأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات
وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا
فاستيقظت من النوم أقول : لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة
فافعل الخير ولا تخف
منقول