يحسم اليوم «الأحد» الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى الأول، بقيادة حسن شحاتة، مصير مشاركة أحمد حسن كابتن المنتخب فى مواجهة الغد أمام الكاميرون بدور الثمانية لبطولة الأمم الأفريقية على ضوء الاختبار الطبى الذى سيخضع له بمعرفة الدكتور أحمد ماجد، طبيب الفريق.
كان اللاعب قد شعر ببعض الآلام فى العضلة الضامة خلال مران أمس الأول، وفضل المدير الفنى منحه قسطاً من الراحة حتى لا يعرضه لإصابة جديدة، خصوصاً أنه يعد أحد العناصر المهمة فى الفريق.
من جانبه، أكد أحمد ماجد، طبيب الفريق، أن اللاعب سليم تماماً ولا توجد به أى إصابات، وأنه شعر بحالة من الإرهاق بسبب مشاركته فى كل مباريات الدور الأول، والتى بذل خلالها مجهوداً مضاعفاً، فكان من الطبيعى أن يشعر بتلك الآلام، وقد فضلت منحه قسطاً من الراحة، على أن يقوم بأداء بعض التدريبات الخفيفة تحت إشراف الدكتور حسام الإبراشى، إخصائى العلاج الطبيعى.
وأضاف أنه سيجرى بعض الفحوصات الطبية للتأكد من زوال الآلام نهائياً ليشارك مع زملائه فى المران.
فيما تماثل هانى سعيد، مدافع الفريق، للشفاء من الكدمة التى تعرض لها فى ركبته، وبات فى حكم المؤكد لحاقه باللقاء بعدما انتظم فى التدريبات الجماعية مساء أمس، وخاض المران بأكمله دون أن يشعر بأى آلام، الأمر الذى أضفى حالة من الارتياح على أعضاء الجهاز الفنى.
واشتكى أحمد فتحى، الظهير الأيمن للفريق، من بعض الآلام فى الركبة وخضع للفحوصات الطبية تحت إشراف أحمد ماجد، الذى أرجع سبب الآلام إلى آثار جراحة الغضروف التى سبق، أن أجراها فى ركبته منذ فترة طويلة، وأدى فتحى بعض التدريبات لتقوية الركبة ثم انتظم فى التدريبات الجماعية بعدما أكد له الطبيب عدم وجود أدنى مشكلة تعوقه عن إكمال المران.
وسيؤدى الفريق مرانه الأخير عند الخامسة مساء اليوم بملعب مومباكا استعداداً للمواجهة الحاسمة أمام الكاميرون، وسيقوم شحاتة خلاله بالاستقرار على الخطة والتشكيل اللذين سيخوض بهما اللقاء.
ووضح من خلال التدريبات الأخيرة أن شحاتة سيبدأ المباراة بخطة ٤/٤/٢ وسيعلب مهاجماً من البداية فى محاولة منه لإحراز هدف مبكر لإرباك حسابات المنافس مستغلاً الحالة المتواضعة لخط دفاعه وحارس مرماه، مع وضع جميع الاحتمالات لتغيير الخطة وفقاً للمستجدات التى قد تطرأ خلال المباراة.
ووقف شحاتة على نقاط القوة فى المنافس من خلال مشاهدة آخر مبارياته فى المجموعة الرابعة أمام نظيره التونسى والتى وضح خلالها تميز لاعبيه بارتفاع لياقتهم البدنية بعكس أول مباراتين أمام الجابون وزامبيا، وفضل الدفع بخمسة عناصر شابة فى هذا اللقاء ساهمت فى سرعة أدائه بدرجة كبيرة.
وعلى الرغم من أن المنتخب سيخوض اللقاء بخطة هجومية من البداية، فإن شحاتة شدد على لاعبيه، خلال التدريبات، بضرورة التأمين الدفاعى الجيد وسرعة الارتداد عند فقد الكرة لعدم ترك المساحات أمام إيتو ورفاقه لتضييق الخناق عليهم، وهو ما يتطلب الكثير من التركيز للاعبى المنتخب خلال شوطى المباراة.
وأخضع شحاتة ثنائى الهجوم عماد متعب ومحمد زيدان لبعض الجمل التكتيكية الهجومية والتى تعتمد على التحركات العرضية الكثيرة أمام مرمى الكاميرون بالنسبة لمتعب بهدف سحب المدافعين خلفه وخلق المساحات أمام اختراقات محمد زيدان والتى قد تكون أحد الحلول لهز الشباك.
فيما شدد المدير الفنى على الثنائى بضرورة استغلال الفرص التى ستسنح لهما خلال اللقاء، وعدم تكرار ما حدث خلال مواجهة بنين الأخيرة والسعى إلى هز الشباك مبكراً لبث الطمأنينة فى نفوس الجميع.
ولمواجهة اللياقة البدنية العالية للاعبى الكاميرون قام شحاتة برفع معدلات اللياقة للاعبيه، كما حاول علاج أخطاء التمرير المتكررة التى أصبحت عادة لدى لاعبى المنتخب فى كل مبارياتهم، وقسم اللاعبين إلى مجموعتين، الأولى ضمنت اللاعبين الأكثر وقوعاً فى الأخطاء خلال المباريات،
وهم سيد معوض ومتعب والمحمدى ووائل جمعة وحسنى عبدربه وزيدان وانضم إليهم حمادة صدقى مدرب الفريق، والذى قام بالضغط عليهم عن طريق الجرى تجاههم لإجبارهم على التمرير المتقن للكرة من لمسة واحدة لتعويدهم على ذلك خلال اللقاء، خصوصاً أن الكاميرون سيحاول الضغط على لاعبى المنتخب عند امتلاكهم الكرة ليحول دون امتلاكهم لمنطقة المناورات.
واختص أحمد سليمان، مدرب الحراس، بتدريب الثلاثى عصام الحضرى وعبدالواحد السيد ومحمود أبوالسعود على التصدى للكرات من مسافات قريبة جداً داخل المرمى، فيما قام بتسديد الكرة عليهم تباعاً من نقطة الجزاء تحسباً للاحتكام لها.
وعقد حسن شحاتة جلسة مع لاعبيه قبل المران شرح لهم خلالها الأخطاء التى وقعوا فيها خلال مباراة بنين الماضية، والتى أدت إلى إهدار عدد كبير من الأهداف بسبب الرعونة والتسرع أمام المرمى، وطالبهم باستغلال الفرص التى قد تتاح لهم خلال المباراة، وقال لهم بالحرف الواحد «أنتم قادرون على خلق أكثر من فرصة فى هذه المباراة المصيرية، وأنا واثق فى قدراتكم جيداً، وأعلم تماماً أن الغرور لن يتسلل إليكم فى مواجهة الغد من فرط التفاؤل بسبب تكرار مرات الفوز على الكاميرون، وآخرها ما تحقق فى مباراتى الافتتاح والختام بالبطولة الماضية.
من جانبه أكد حسن شحاتة أنه وضع سيناريو اللقاء، واستقر على التشكيل الذى قد لا يشهد أى تغييرات عن المجموعة الأساسية التى يعتمد عليها المنتخب فى خوض مبارياته، مؤكداً أنه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن المنتخب الكاميرونى، وأنه سيسعى لتغيير مخططات مديره الفنى خلال اللقاء،
لافتاً إلى أنه وقف على أبرز نقاط قوته، والمتمثلة فى وجود عدد كبير من الوجوه الشابة بين صفوفه، وهو الأمر الذى سيجعل المواجهة أكثر صعوبة، خصوصاً فى ظل سعى هذه المجموعة لتقديم أفضل ما لديها للتمسك بالبقاء ضمن القوام الأساسى للفريق، وأوضح شحاتة أنه حاول، خلال الأيام الماضية، علاج الأخطاء التى وقع فيها لاعبوه، خصوصاً المهاجمين، والتى أدت إلى ضياع العديد من الفرص السهلة وهم على بعد أمتار من المرمى،
وقال شحاتة: أتمنى ألا نتواصل فى عملية إضاعة الفرص حتى لا يتسلل إلى قلبى أننا سنخسر المباراة على الرغم من أن إضاعة الفرص تؤكد سيطرتنا، ولكننى أتمنى الحسم المبكر حتى ترتاح أعصابنا ويهدأ بالنا.
وأشار شحاتة إلى أنه لا يعنيه على الإطلاق الفريق الذى سيلاقيه، وقال: «ليس هذا نوعاً من (الفتونة)، ولكن لأننى أعلم تماماً أن اللعب فى هذه الأدوار سيضعنا فى مواجهات مع أشرس الفرق»، وأضاف أن المنتخب الكاميرونى يعمل ألف حساب لمنتخبنا، ومن الطبيعى أن نمثل لهم عبئاً نفسياً بسبب تكرار مرات فوزنا عليهم خلال المباريات السابقة، لكن ثقتى كبيرة فى لاعبى فريقى وقدرتهم على اجتياز تلك العقبة.
وقال شحاتة إنه سيسعى لقراءة أفكار المنافس جيداً خلال اللقاء ليتعامل معها جيداً، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب مجهوداً ذهنياً كبيراً جداً منه ومن لاعبيه داخل الملعب، و«أنا واثق من قدرة اللاعبين على استيعاب وتنفيذ كل ما يطرأ من تغييرات أثناء اللقاء».
المصرى اليوم