موضوع: بل يُمر السيف على رقبته الأحد مارس 14, 2010 4:53 am
انقطعتُ عن الدنيا وغبت عن الحياة منذ أن تركت المدرسة لا أرى زميلة من زميلاتي
سوى مُدرستي (...) كل شهر أو شهرين تزورني بعد غد موعد زيارتها
أعد الدقائق واللحظات وأستعجل الليل والنهار أحتاج إلى من يزورني و يخفف همي ووحدتي ولكن يتربع سؤال على لساني أين المحبة وأين
الوفاء؟
من كن يسمعن ضحكاتي في المدرسة اختفين
من سعدن بقربي في الصف الدراسي سنوات ذهبن
وحيدةٌ أعيش الأنين رفيقي والألم سميري والهم والغم أنيسي تتجاذبني الأهواء شاردة ساهية حتى والدتي تعبت من الجلوس معي منذ زمن لم أرى حفلاً ولا دُعيت لمناسبة ولو دعيت كيف أذهب؟! وأنا لا أتحرك بسهولة خاصة في مكان يحتاج إلى حركة ونشاط يحتاج إلى فرح و سرور وأنا لست كذلك
كلما فقدت الأمل وطوقني اليأس تأتي مما يُرش الماء على هشيم النار و يأتي عذب حديثها اصبري واحتسبي أمر المؤمن كله له خير
عليكى بذكر الله و قراءة القرآن لا تضيعي دقيقة واحدة من وقتك في الهواجس والخواطر
· زيارة مُدرستي قصيرة ولكن حديثها طويلُ.. طويل يصل إلى أعماق القلب ويحيي الأمل في النفس عطر الكلمات يبقى وهي تودعني وتبقى هدية كلما أتت مجموعة من الكتب والأشرطة
مرت سنة كاملة وهي لم تتركني تتعاهدني بالزيارة بين حين وآخر أخبرتني أنها ستتزوج فرحت بذلك ولكن بدأت تنقطع زياراتها تُباعدها الأيام رغم أني تحدثت عن حاجتي لرؤيتها ورأت دمعتي وأنا ألح عليها بزيارتي مع انقطاع أسعد اللحظات معها عشت في صراع رهيب الكلمات التي تأتي كالبلسم اختفت حديث القلب انقطع والابتسامة المشرقة غابت فترةٌ من الزمن مضت ثم اتصلت بي هاتفياً
شهقتُ بفرح هل مازلت تتذكرينني؟!
قالت : أنت أمام ناظري و أُفكر فيك في كل وقت وأدعو لك في صلاتي ولكن انتقل عمل زوجي
ولا أخفيكى لقد حاولت أن تزوركِ أختي وربما نسيت أو انشغلت
عاد الصمت انقطعت بنا الأيام من جديد وتباعدت الزياراتفي ليل طويل تطاول من الألم وأسود من ظلمة الدنيا في عيني تناولت سماعة الهاتف سأتصل بابنة عمي
كيف حالك ؟ لم تزوريني منذ زمن أين أنت؟
أنا مشغولة بدراستي ولكن أخبيء لك مفاجأة وأي مفاجأة!!
قلت ما هي ؟ في زمن المرض والكآبة هل هناك مفاجآت!!
وأصررت أن تُخبرني أحسست أن سكون حياتي سيتحرك وركود أيامي سيجري هناك مفاجآت في حياتي ولكنها أعادتني كسيرة الفؤاد قالت : غداً أخبرك لن أخبرك اليوم
انتهت المكالمة نامت قريرة العين.. أما أنا..!!
ربما غفوت مرة أو مرتين وعندما غالبتُ نفسي لابدّ أن أنام حتى أكون مستعدة للمفاجأة و صرخ هاتف المرض بداخلي أنت نائمة منذ سنتين أو أكثر!!
· في صباح الغد أتابع أشعة الشمس ترسل خيوطها في غرفتي
سألت نفسي ما هي المفاجأة ؟
زيارة هديه كل شيء خطر على بالي توقعته مرت ساعات طويلة تعودت على مرورها ولكن ساعات اليوم توقفت فالساعة لا تدق والشمس لا تجريى بعد صلاة العصر انتظرت وصولها ساعة كاملة ولم تأت اتصلتُ بالهاتف قالوا نائمة اتصلت بعد ساعة فإذا بها لا تزال نائمة بعد صلاة المغرب وقد نفد صبري ولم يعد للمفاجأة أهمية في حياتي قلت لها حين أقبلت لم يبق لديّ لهفةٌ وشوق لأسمع المفاجأة لقد تبلدت أحاسيسي
قالت : هوني عليك الأمر يعني لك كل شيء مفاجأة لن تتكرر فرصة عُمر
إنها فرصة تُنهي المرض وتنهضين من فراشك
فتحت فمي مدهوشة وقلبي يوشك أن يقفز من صدري ورعشةٌ بين أضلعي قالت : اسمعي حدثتني زميلتي عن شخص صالح يعرف ماذا بكِ من الأمراض وبعد أن يراك يعطيكِ أدوية وأعشاباً تشفيكِ بإذن الله مما أنت فيه كثيرات ذهبت إليه فلانة ذهبت له وقد طرقت أبواب المستشفيات ولم تُنجب أُبشركِ حامل وهي الآن في الشهر الثالث وفلانة تعرفين مشاكلها مع زوجها كان يكرهها ولا يطيقها بل هددها بالطلاق ذهبت إليه أتعرفين الآن لا يستطيع أن يفارقها
قاطعتها إنه ....
قالت وصوتها يهز المكان
أنتِ مسكينة ظَلِّي مريضة طول عمرك أتقبلين أن تعيشي هكذا ؟
ألا تريدين العافية ؟ ألا تبحثين عن الزوج وتكوين أسرة ؟
ألا ترغبين في إنجاب طفل يملأ عليك حياتك ؟
أحلامٌ تلاحقت أمامي وسمعتُ صراخ طفلي وبسمة الحياة حولي لم أفكر في مقاطعتها استمرت في حديث الحُلم دغدغ مشاعري وأعمى بصري
لو كتب الله لكِ العافية لعدتِ إلى حياتك ولتزوجتِ وأنجبتِ بقية إيمان في قلبي صرخت تقول بصوت ضعيف إنه ساحر.. كاهن
قالت : هذا رجل صالح كثيرون ذهبوا له وعافاهم الله والله هو الشافي وهو سببٌ من الأسباب يداوي بالأعشاب والقراءة
لحظات الضعف توالت خبت جذوة الإيمان في قلبي وسَمِعتْ صوتي وقد هزه الضعف وأنهكه المرض متى نذهب ؟
انتفضت واقفةً بفرح تلوّح بعباءتها الآن
سأتصل بالهاتف قبل أن نذهب ثوان دقائق وإذا بي على مقعد بجوارها والسيارة تنهب الأرض قالت لا تتكلمي سأتولى كل شيء ثم أتبعتها بضحكةٍ قوية إذا تزوجت غداً تنسين معروفي معك !!
في ليل مظلمة غاب قمره وبقلب علاه رانٌ لم يسطع إيمانه طُرقٌ مظلمة وشوارع ضيقة توقفت السيارة التفتت يمنة ويسرةً ثم سألت السائق ألا يوجد أحد عند الباب ؟ قال : لا
قالت : اطرق الباب بهدوء انتابني الخوف من تصرفاتها وكثرة التفاتها كأننا لصوص!!
صرير الباب يُسمع في هدوء الليل
في رعبٍ شديد دلفنا مع الباب المكان موحش لا أثر للإضاءة في مدخله مظاهر الفقر والفوضى تطغى عليه أقبل علينا رجلٌ في منتصف الأربعين من عمره جسمٌ هزيل وعينان غائرتان وأطراف مرتعشة تمنيت أن الأرض انشقت بي ولم آت إلى هنا
نظراته كالسهام تصوب نحوي وبدأت يده تُمسك بي لا أستطيع الحركة وخشيت أن أصرخ عقد الخوف لساني وجمدت أطرافي رحم الله المرض لم أعاني في سنوات مضت ما أعانيه الآن قالت له وأنا ممسكة بيدها
هذه ابنة عمي ونريدك أن تهتم بها ونعطيك ما تريد قال بصوت أجش مزق سكون الظلام أنا لا تهمني المادة المهم عافيتها والشفاء من الله سعل بقوة شديدة ثم قرأ (وإذا مرضتُّ فهو يشفين)
وأردف بضحكة أخرجت أنياباً في فمه بعد شهر لا تستطيع اللحاق بها من سرعة الجري!!
ما اسمها ما شاء الله ؟ قالت فلانة
واسم والدتها ؟ قالت فلانة
وسيل من الأسئلة اندفع
ثم سكت برهة ووجه الحديث نحوى سأخبرك بأمور إذا كانت صحيحة قولي نعم وإذا كانت غير ذلك قولي لا
كُنتِ بنتاً نشيطةً وفتاةُ محبوبة؟
قلت ورأسي يخط على رقبتي نعم
قال و الكثيرات يغرن منكِ ويحسدنكِ؟
قلت نعم
قال ذهبت إلى أطباء كثيرين ولكن دون فائدة ؟
قلت نعم
قال كنتِ متفوقة في دراستك ؟
قلت نعم
أخذ يسألني أسئلة إجابتها نعم
ثم قال انتظري
تحرك كأنه جبل انزاح عن قلبي
التفتت إليّ ابنة عمي بصوت هامس وحماس واضح أرأيتِى كل أسئلته صحيحة هذا خبير يعرف كل شيء !! بعد دقائق من حديثٍ متقطع أقبل علينا وحدثنا وكأنه يأمرنا بالخروج بعد يومين تأتين وحدك وأشار بيد مرتعشة إلى ابنة عمى خرجنا
قلت الحمد لله الذي أخرجني من الظلمات إلى النور بجواري ابنة عمي فرِحةً مسرورة
ولكني ازددت ألماً على ألمي وحزناً على حزني شعور بداخلي يرتفع ويصرخ في أذني تقدمت خطوة إلى النار لم انم تلك الليلة خواطر تعاقبت وألمٌ يغرس سيفه في قلبي أين ذهبت في تلك الأزقة؟ والطرق المظلمة؟ كلما تذكرت مظهره انتابني الخوف ولكما تحسست موضوع يده اقشعر جلدي عاتبت نفسي حتى بكيت بحرقة ولكن لحظاتٌ تمر ولا يزال الأمل بالعافية يدغدغ مشاعرى وخطرات في عقلى ألم تسمعيه وهو يقرأ القرآن وهو يردد العافية من الله؟
رجل صالح...... رجل ساحر
لا بل صالح........ لا بل ساحر!!
اختلطت الأمور وأظلمت السماء ورداء الخوف يُلفنى بعد يومين أقبلت ابنة عمي تنادي بصوت مرتفع احفظي لا بل أين القلم؟!
اكتبي هذه تُشرب في الصباح وهذه المساء تؤكل وهذا تتبخرين به في الليل وهذا قائمة طويلة تعجبت كل هذا ؟
قالت يا وفاء العافية تُشترى وأردفت بحرص لا تهملي في العلاج فهو علاج دقيق لاحظت عدم مبالاتي بصوت مرتفع كعادتها لقد دفعتُ مبلغ (……)
صُعِقتُ من المبلغ وكثرته وتساءلت صحيح ؟
قالت نعم وعافيتكِ لو أبيع ما أملك لأشتريتها لكِ ابدئي الآن!! شربتُ وأكلتُ وتبخرت ولم أر حلماً جميلاً كما قال لي بل رأيت أحلاماً مزعجة حيات عقارب أفاعي كوابيس مزعجة ونومٌ متقطع!!
وفي اليوم الثاني حسب ما قال لي
(ستشعرين بكذا وكذا في الليلة الثانية)
لم أشعر بشيء مطلقاً ولم تتحرك شعرة في رأسي بعد شهر من الأدوية والعلاج بدأ الحماس يفتر والفرح يخبو و في مساء يوم جميل دَلفت مع الباب إنها مُدرستي اختلفت كثيراً بهاء السعادة يُطل من عينيها وفرح عريض على شفتيها زادت أناقتها مع بساطة واضحة بشوشة كما هي لم تتغير قبلتني بين عيني سألتني عن كل فرد في المنزل وعن والدتي و والدي ما أحسن خلقها وما أصدق ابتسامتها في حديث لتهوّن عليّ ما أنا فيه روت لي قصة شاب مقعد مشلول طريح الفراش ثم تابعت احمدي الله أنت تتكلمين وتشعرين غيرك لا يشعر بما حوله
هوّنت الأمر عليّ واستمر الحديث وصدري يغلي بما فيه أريد أن أتحدث عن كل شيء كلما لمستُ صدق محبتها ولطفها شعرت أنني في حاجة إلى مصارحتها سأخبرها بالأمر تحرك لساني ببطئ استعدت الذاكرة وأحداثٌ لا تُنسى عاد الرعب لقلبي والرعشة لأطرافي بدأت في الحديث إنصات عجيب وحضورٌ متوقد صوتي يروح ويغدو في المكان وعندما توقفت عند آخر كلمة (لم أجد شفاءً)
ألقيت إليها بمهمة الكلام قالت لي مخاطبة( إنا لله وإنا إليه راجعون)
كيف وافقت على الذهاب ؟ بل كيف تطرقين هذا الباب ؟ تبحثين عن العافية بمعصية الله؟! أما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)
سكتت برهة قلت بهدوء اعلم أن ما تقولين صحيح ولكن ضَعفَ إيماني في لحظات سقط كل شيء وذَهبْت وبكيتُ بحرقة بعد أن رجع لإزالة ما بقي من هواجس وخواطر عدتُ لأقول وأدافع عن نفسي فأنا صريعة الأمواج لا مقر ولا مفر لقد قرأ آيات من القرآن وسمعته يقول أن الله هو الشافي المعافي ليس أنا لا تهمه المادة و....
قالت لي هل يدل مظهره على أنه من أهل الصلاح والتقوى ؟
قلت : لا
قالت الأوراق التي قال تبخري بها هل قرأتيها ؟
قلت لا تقرأ طلاسم رموز أرقام
سئَلَتْ وأسىً ألمحه على وجهها
ألم يقل ما اسم أمكِ ؟ ما فائدة الاسم في العلاج ؟ خيم علينا سكون يسبق العاصفة قلت لها مدافعةً وأنا أعلم خطئ أخبرني بأشياء صحيحة في واقع حياتي
قالت وقد هزت يدها كل ما قاله ينطبق على أغلب الناس أعيدي الأسئلة عليّ أنا لترين لا تنخدعي بهذا الأسلوب الماكر يُثبت لك لأسئلة عامّة أنه يعرف كل شيء تحول الحديث إلى نقاش طويل سألتني ألم يقل لك اذبحي ديكاً أو كبشاً ؟
قلت لها لم يُلزمني بذلك قال : إن فعلتِ فهذا أفضل يطرد الشياطين ويحميكِ من الشرور
قالت والله ضاع التوحيد كنت تقفين على بعد خطوات من النار اسمعي وأنصتي قصة تؤدي نهايتها إلى طريقين إما إلى جنة وإما إلى نار
قال صلى الله عليه وسلم: (دخل الجنة رجلٌ في ذباب، ودخل النار رجلٌ في ذباب)
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟
قال: مرّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه أحد حتى يُقرّب له شيئاً
قالوا لأحدهما : قرّب قال: ليس عندي شيءٌ أُقرّب قالوا: قرّب، ولو ذباباً فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للآخر: قرّب قال ما كنت لأقرّب لأحدٍ شيئا دون الله عز وجلّ فضربوا عنقه فدخل الجنة).
تأملي الحديث وتأملي عِظَم الأمرلا يغلبنك الشيطان ولا يُضعفك المرض
عليك بالرقية القرآن سواءً قرأت لنفسك وهذا أكثر إخلاصاً أو قرأ ونفث عليك شخص معروف بالصلاح والتقى تسمعين قراءته للقرآن لا طلاسم لا همهمة لا رموز تعتقدين أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله عز وجل قالت بصوت فيه مرارة الألم لو مِتُّ على التوحيد وأنت مريضة خير لك من أن تحيي مشركة و اسألي الله العافية وعليك بالرقية الشرعية
تأملي حاله.و لو كان يقدر على خير لقدمه لنفسه ألم ترى بؤسه وفقره؟ قلت بلى قالت: من أحب إليه أنت أم نفسه ؟ لماذا لم ينفع نفسه ؟ هذه أبواب تؤدي إلى النار في سبيل دنيا عمرها قصير تهوين في نار جنهم
(إنه من يشركْ بالله فقد حرّم الله عليه الجنةَ ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )
صرختُ منتفضة والإيمان يعمر قلبي ودمعة تسقط من عيني والحل ؟ قالت : عليكِ بالتوبة فبابها مفتوح واحرصي على ابنة عمك لا تذهب مرة أخرى ثم حتى تبرأ ذمتكِ يجب أن تخبري عنه لكي يُمنع شره ويأخذ جزاءه ولخطورة عمله فالساحر لا يُستتاب مثل تارك الصلاة مثلا بل يُمر السيف على رقبته
admin Admin
تاريخ التسجيل : 23/08/2009 العمر : 57 الموقع : wild-flower.ahlamontada.net
موضوع: رد: بل يُمر السيف على رقبته الثلاثاء مارس 16, 2010 1:54 pm
موضوع بجد جميل اختيارتك كلها موفقة
elnaggar زهرة ماسية
تاريخ التسجيل : 30/12/2009 العمر : 45
موضوع: رد: بل يُمر السيف على رقبته الثلاثاء مارس 16, 2010 2:04 pm