- جاسر ابو الفيلات
إلى أمي .. في عيدك أكتب .. واليك اكتب يا أروع زهرة في الكون .. لأنشر لك على الاوراق اجمل كلمات الحب والعطاء التي تستحقين على الدوام .. وها هو اليوم قد جاء يعلنون فيه عيد الأم .. اعذريني يا أرقى أم في الدنيا البشرية ... لا تعاتبي قلمي في قسوته لأن قلبك ما كان قاسيا يوما في حياتك .. لأنك انت الرقة ، والدفء ، والحنان ، وصاحبة القلب العطوف الرؤوف .. أرجوك ان تعذريني يا أجمل ما في الكون اذا وصلتك رسالتي قاسية في يوم عيدك .. لأن القلم وهو في يدي ينسخ أحرف كلماتي على اوراقي شعرت كأنه مصاب بالعقم ومن الصعب علاجه .. فتأملت هذا العالم وحال الدنيا من حولي وفي حالة دنياه وجدته مليئا ومتخبطا في حكاياته (المرة) التي تعذبنا وتشقينا في دنيا أغلقت قلوبها وأقلقها للأبد .. كأن العالم حقا اصبح لا يرى ولا يسمع ... كأن الدنيا لا تعنيه وانسانيته السمحاء ليست من شيمتهم .. والسراب يحيطنا من كل اتجاه .. ولم تعد الحياة يا أمي هي الحياة التي كنا نريدها ونحلم فيها ... اعتقد انك لا تتمنين ان تكون لنا هذه الحياة.
أمي سامحيني لأنني في عيدك لن اعرف لك في رسالتي سيمفونية الأمل ... والسعادة والهناء .. لأن الأمل في حياتنا اصبح حلما نحلم به والمستحيل يقف في طريقنا والسعادة ظلمة في دروبنا بل انها اندثرت واصبحت تشترى وتباع يا أمي ... لأننا في زمن العبودية والظلم والشقاء .... والمصالح البشرية تفوقت على السعادة والحب والوفاء ... والهناء لم نتذوق طعمه ونحن في ربيع عمرنا ولم نعشه يوما على حقيقته ... مذا هو العالم وهذه هي بحار الحياة ... كان بودي يا صاحبة القلب الكبير ان اكتب لك في عيدك اعذب كلمات الأمومة ... فأتوسل إليك يا أمي ان تعذريني لأنه من طبعي لا اتقن دور النفاق افجر بها قنبلتي المخزونة بداخلي ... عذرا يا أمي لأن الذنب ليس ذنبي وليس في يدي حيلة .... لقد شاءت الاقدار لقنبلتي ان تنفجر في يوم عيدك ... الى كل الأمهات ... هذه رسالتي اذا وقعت بين احضان ودفء حنانكن في يوم عيدكن فإنني اتوسل اليكن وراجيا الى أمي لأقول لها في عيد الأم ... كل عام وانت بخير يا أجمل واصدق ام بقيت لنا في هذا الوجود ... وفي دنيا البشرية.