شد لحظات الضعف ... عند الرجال
بلغتُ ال53 من العمر .. وأعطاني الله ما أحب من هذه الدنيا(زوجة صالحة وذرية طيبة ومال وبيوت ووو... ) .
أصبحتُ فيمن حولي (الرجل القوي) .
تشعبت علاقاتي وكثر محبيّ ونادراً ماكنتُ أجد شيئاً صعباً .
قليلةٌ جداً هي الأشياء التي تخيفني .
وأصبحتُ (بفضل الله) مرجعاً وملاذاً لمعظم من حولي .
شعرتُ بلحظة من اللحظات أنني قادراً على المضي لما بقي لي من عمر (لوحدي).
وفجأةً مات أبي .....
وقفتُ على قبره اراقب ذرات التراب تنهال عليه ....
وعندما غاب ... أحسستُ (والله على ما أقول شهيد) بأنني طفل يتيم...
بأنني ضعيف وحائر ...
بأنني لم أعد أعرف كيف ستكون أيامي ... بلا أب ..
بأنني بحاجة لكل من حولي ...
بأنني لا أقدر على أي من مصاعب الحياة ..
بأنني أنتظر عطف الناس علي ..
بأنني لم أعد أقوى على مواجهة حتى من كان لا حساب له عندي ..
بأنني ..... آآآآآه ياوالدي .... كُسر ظهري ...
فبكيتُ على قبره .. ووقفتُ أقبل تعازي الناس وعيوني لا تميّز أحداً ..
أصبحت نظراتي حائرة ..
وقواي ...خائرة
أستجدي وجوه المعزّين ...
وأسترحم قلوب المحبين ...
أفتش في الوجوه ... عمن فهم ...مصابي
عمن أحس بيتم الأطفال وهو في الخمسين ..
أأأه ياوالدي ... لم أكن أعلم بعدما كبرتُ ... أنني سأغدو طفلاً يتيماً ...
كم سأبكيك يا أبي ... ثلاثة أيام ؟؟؟؟؟
متى سيخف ألمي ومصابي ؟؟؟
كنت منذ أكثر من عام طريح الفراش ..
لاتقوى على أبسط الأعمال .. ومع ذلك كنتُ قوياً .. متماسكاً ... كنتُ رجلاً .. في الخمسين .
وعندما أهالوا عليك التراب(وكنتُ قبلاً لا أسمح للغبار أن يصيب ثوبك ) أصبحتُ طفلاً يتيماً ....
رحمك الله ياوالدي ....
يا مصدر فخري وعزتي ..
يا صاحب الفضل ..... يا ولي نعمتي ...
يامن أنهضتني بيديك عند أول سقوط بينما كنتُ أتعلم المشي .
يامن بقيت طوال عمرك تنهض بي من كل سقطة .
يامن أمضيت عمرك تحمل عني كل الهموم ..
يامن كنت الوحيد في هذه الدنيا الذي يأخذ أحزاني .... ويعطيني أفراحه ...
يامن سبقت الطبيب فأعطيتني من عافيتك .. وأخذت آلامي وأوجاعي ...
يا من أتمنى أن أكون أباً مثلك لأولادي ....
يامن إن صرت مثلك .. يافرح وهناء أولادي ...
أللهم اغفر له , اللهم سامحه
اللهم اغفر له , اللهم سامحه
أللهم اغفر له , اللهم سامحه