كم هو فظيع ان تتجرع كأس الظلم حتى الثمالة؟
ولا تجد من يأخذ بيدك او يربت على كتفك او يشاركك ولو بعض الامك الغارقة في اليأس والمبحرة بشراعات سوداء عبر بحيرة الهاوية؟
كم هو قاس ان تنتقل فجأة من حياة رغدة تحيطها الوان زاهية من كل جانب الى شظف العيش والوقوف عند أسفل سلم الحياة تبحث عما تسد به رمقك ناظرا عبر فوهة سوداء متأملا تقاعس الساعات والايام عن الحركة والتي تتحول وسط هذه الاجواء الى كتل صخرية تجثم فوق الانفاس رافضة مجرد التزحزح او التململ؟
كم هو مرعب ان تجد نفسك فجاة وقد انفض الناس من حولك واصبحت وحيدا تعاني العزلة قابعا عند قاع بئر من الحرمان لاتجد من تفضي اليه بما يفترسك ولا تأنس بمن يشاركك الام الوحدة
في مساء ليل بهيم يمتد زمانه طولا وقلقا واعاصير تجتاح فؤادك حتى لتكاد تخلطه من مكانه
وكم هو قاتل ان تقضي اصعب ايامك معزولا عن الدنيا لا تعرف ما يتهددك في كل لحظة او يلاحقك عند كل طلعة صباح او يقف لك خلف كل خطوة او يترصدك عند احدى ساعات ليلك او نهارك فيقضي على ما تبقى من اداميتك وما تناثر من بقاياك من اسئلة لا تنتهي ولا تجد اجابة ؟