زهرة النرجس الجميلة أخذت اسمها من الأسطورة اليونانية التي تقول إنَّ شاباً جميلاً يدعى نرسيسوس Narcissus رفض حبَّ حوريّة البحر (إيكو)، فعاقبته إلهة الحب والجمال ( إفروديت ) بأنْ جعلته يُعجَبُ بذاته أو صورته أو خياله، فكان يُحدِّقَ في صورته المنعكسة في بِركة ماء صافٍ دوماً وبدون انقطاع إلى أن نحلَ جسمه وذوى فمات. وكشفقة عليه لما أصابه حوّلته الآلهة إلى زهرة نرجس تحني رأسها على الماء.
ومن هنا أ ُطلِـقَت صفة (النرجسية) على كلِّ شخص يحب ذاته ويرى نفسه فوق كلِّ اعتبار، وتكون لديه آراء غير واقعية حول عِظَمِ نفسه وأهميّـته وصفاته وعدم احترام للآخرين. ويقدر الخبراء نسبة النرجسيّين في العالم بـ 1% من السكان، ومن هذه يكون حظ الذكور 65%، وكثافتهم في مناطق العالم تختلف حسب منطقة نشوء الفرد وظروفه العائلية والبيئية والإجتماعية وربما الجينية.
يُعتبر حبُّ الذات في النرجسية مرضاً قد ينمو إلى الخيال الجامح لجنون العظمة مع رغبة مفرطة للإعجاب به. كما أنَّ بعض (النرجسيّـين) يوجِّه انتقاده إلى الآخرين ليتجنّبَ انتقادهم إيّاه. أما إذا انتقده أحدهم دون إساءة بالغة أو مقصودة أو بيّنَ خطأً في لغته أو أسلوبه أو فحوى مقاله، فالويل للمنتقد منه، فهو لا ينام ليلَه دون انتقام. وحتى إذا استطاع الإنتقام منه مرةً فهو لا يملّ من الإنتقام المتواصل، لأنَّ ذلك الإنتقادَ (صَدَّع) نرجسيّـتَه، ولن (تلتئمَ) حتّى ولو وافت المنيّة ذلك البائسَ المسكين!
إنَّ خلل االشَّخصيَّـة النرجسيّـة Narcissistic Personality Disorder (NPD) يبدأ في الطفولة ويظهر عند البلوغ مسبِّـباً نقصاً في قدرة المصاب على إظهار شفقة أو عاطفة تجاه الآخرين. ويُعزى سببه إلى إساءة عند الطفولة أو صدمة أو أذى من الأبوين أو الأقرباء وحتى من الأصدقاء، ولم يثبت حتى الآن أنَّ له أسساً وراثية أو عرقية، رغم أنّ بعض الباحثين يفكر أنَّ ثمة جيناً أو جينات مسببة له، ولكن لم يُكتشف حتى الآن أيّ جين له، وهذا لا يعني أنْ لا جينَ مسبباً له، إذ هناك من يعتقد أنه يتوزع في أفراد العائلة الواحدة حسب قاعدة مندل المعروفة في الوراثة والأبحاث جارية في هذا المضمار. يكون مرض النرجسية أحدَ أمرين، إما عقلـيّاً (إنجازات فكرية، أكاديمية، علمية وغيرها) وإمّـا جسمية (جمال، رشاقة، قدرة جنسية وهكذا).
من هم النّـرجسيّـون؟
هم أولئك الذين يضعون أنفسهم في السّـماء ويشعرون بأهميتهم الخيالية مضخّمين قابلياتهم ليوهموا الآخرين بالنظر إليهم فقط مع فقدان الواقع. فهم وحدهم الذين يرتبطون بصور (خيالات) الصفات المثالية، النجاح العظيم والقوة والجمال.
وهم مستعدون لاستغلال الآخرين لتحقيق هدفهم مقتنعين بأن لهم امتيازاً ويتوقعون من الآخرين اعتبار ذلك. يتميّزون بقلّة عاطفة وموقف متغطرس وفعل متعجرف، وعدم قدرتهم على التعاطف مع الآخرين أو فهمهم إياهم.
وقد صنّف العلماء والباحثون هؤلاء النرجسيّين حسب طبيعة نرجسيّـتهم. ربما يكون ذكرُ بعض هذه الأصناف مفيدة للقارئ الكريم لتكون لديه فكرة عمّن حواليْه في الأفق القريب أو البعيد من هذه النماذج البائسة في الواقع.
1. مريض الكذب-يكون مراوغاً ماهراً ومُقنـعاً بارعاً حيث يتجنب المحاسبة على أعماله بتلهية الآخرين بالنكتة واللف والدوران (البلف)، ويعتمد على ذاكرته في سرد الحوادث القديمة وينكر ما عمل من سيئات وقد يلجأ إلى التهديد إذا اقتضت الحاجة. في هذه الحال لا تكشف أوراقك أمامه، فقد يستغلها في الوقت المناسب ويستعملها ضدّك. وعليك أيضاً أنْ تتحقق من كلماته قبل الوثوق بما يقول، ولا تسأله أيَّ سؤال، فلا تحصل منه إلاّ على أكاذيبَ.
2. ناقض العهود – يوافق على أيِّ شيء وينكث بعهده. وقد يتّهمك بأنك الناقض الحانث. في هذه الحال اربطه باتفاق قانوني لتضمن حقك إن كان لا بدّ من التعامل معه.
وهناك انواع اخرىولكن الصفتين اعلاه هي الاهم
ترى من هم الاشخاص حولك يمتازون بهذه الصفات؟؟؟؟؟؟؟؟؟