admin Admin
تاريخ التسجيل : 23/08/2009 العمر : 57 الموقع : wild-flower.ahlamontada.net
| موضوع: خالف تعرف الأحد يوليو 04, 2010 3:11 pm | |
| خالــف تعـــــــــرف المثل... من الظواهر المتميزة العالمية, نظرا لتركيبته اللغوية, وإيجازه العميق, ودلالته الأكثر عمقا. بالإضافة إلى كونه ينتج عن تجربة واقعية, يعبر الفرد به عنها, وعن خبايا نفسية معينة. من الأمثلة المشهورة جداً في حياتنا مثال: "خالف تعرف". يقول المفضل بن سلمة؛ صاحب الكتاب العتيق والشهير الفاخر في الأمثال إن أول من قال: "خالف تعرف" ـ أو تذكر ـ هو الحطيئة والحطيئة ـ رحمه الله ـ وهذا لقبه, اسمه جرول العبسي, وكنيته أبو مليكة. هو أحد التابعين, وأحد أشهر الشعراء المخضرمين ـ من أدركوا الجاهلية والإسلام ـ شب محروما من الحنان, ومظلوما من أقرب الناس, بلا عائل, وبلا راع أسلم في عهد سيدنا أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ, فاتخذ الشعر قوتا يقتات به وسلاحا ينتقم به ممن حوله, حتى إنه استعمله ضد والديه, بل وضد نفسه. أوقفه سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ, وخرج مقابل تعهدٍ بعدم العودة إلى الهجاء مرة أخرى بعض البشر يحاول من خلال ما يكتب أو ما يقول إثارةَ البلابل في عقائد الناس وأفكارهم, بل ومسلَّماتهم. فيخالف نسقا عاما مشى عليه العقلاء, وسار بسيره النبلاء. لست ممن يمارس الدخولَ في نيات الخلق, أو ترميزهم حسب ظواهرهم. ولست ممن يكره الجديد, أو المختلف, ولكني أجد نفسي غير متوائمة أبداً مع الفقاعات الغريبة, التي تخالف الثوابت, أو تنال من الرموز, أو تشكك في الوحدة. المولى ـ جل وعلا ـ ابتلانا في دنيانا بمن يحمل مؤهلات تؤهلهم للسير عكس السير, وتؤهلهم للنظر في الأمور بمنظار بعيد كل البعد عن المنطقية, والمؤسف (طيران) الإعلام بهم. أمثال هؤلاء ـ المخالفين حتى يذكروا ـ نجدهم متواجدين حيث الأمور الخلافية, ونراهم مذبذبين بين اتجاهاتهم. لا يفرقون بين الفروع والأصول, أو مسائل الاعتقاد ومسائل الفقه, أو الفقه وأصوله وقواعده, أو الحديث وأصوله, أو القرآن وعلومه, ناهيك عن النحو والصرف, أو الإملاء والخط. لديهم قناعة تامة بأنهم لو ساروا بأقلامهم حسب النظام, لن يعتبرهم من حولهم رقما مذكورا, ولذا تراهم يهدمون ولا يبنون, يزدرون ولا يحترمون, يشتتون ولا يقربون. أقلامهم موتورة, همها الدائم التطاول على الثوابت والرموز والوحدة. وكلما حاول غيرُهم (تنويرَهم) عادوا عليهم بأنكم (ظلاميين). بمجرد قراءة أحدهم لكتاب في الدين صار عالما, أما إن قرأ كتابا في الفلسفة فإنه يصدِّق نفسه أنه أحد الفلاسفة. وتلحظه يشحذ همته لنسف تاريخ الأمة وثوابتها, بسبب أن عقله لم يستطع تحملها لن يتميز أمثال هؤلاء بمهاجمة مكان ومكانة بيت الله الحرام, أو مكان ومكانة مثوى سيد رسل الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ولن يبزغ نجمُ من يتكلم في الشرع بهواه مهما كان, بل سيخبو قريبا غير بعيد. أخيراً ومادمنا نتحدث عن المثل والأمثال, آمل أن نتدبر مثلا آخر مهما لأحد حاشية أحد أشهر ملوك مملكة المناذرة ـ من ممالك العراق قبل الإسلام ـ, هو الملك النعمان بن المنذر, وهو قوله: "رب كلمةٍ قالت لصاحبها دعني" ـ أو تقول لصاحبها... ـ قال ذلك عندما تكلم أحدهم بما كان سببا في نهاية عمره لا أقصد عدمَ الكلام, وحبس الحروف بين الضلوع, وإغلاق بابي الفهم والفكر. ولكني أقصد الالتزامَ بحديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.. الحديث"ـ متفق عليه ـ. ********** حرية الارادة لا تكون الا في عالم يحدث فيه الخير والشر وينقاد الانسان الى العمل الصالح غير مكره عليه | |
|