تاريخنا أنت
عائض القرني
من أجل عينيكَ يُروى الشعرُ و الزجلُ *** ناديْتُ فيكَ الرجالَ الصيدَ يا رجلُ
عساكَ ترضى و كلِّ الناسِ غاضبةٌ *** فدَتْكَ هاماتُ من شيكَتْ لها الحللُ
عيبٌ لغيرِكَ أبياتي أرصِّعُها *** و خيبةٌ إن سَرَتْ في غيرِكَ السبلُ
و بسمةٌ منكَ تكفيني، فيا طربي *** فما أبالي أجادَ الناسُ أم بخلوا
أنشودةٌ أنا في كفِّ الهوى نسجتْ *** من لحنِ داودَ في الأحشاءِ تشتعلُ
دمٌ و دمعٌ و أحلامٌ مسهَّدةٌ *** و أنهرٌ من هيامٍ في الهوى عسلُ
ذُقْتُ الصبابةَ في كأسِ الجوى أجلاً *** للعاشقين فصاحَتْ مقلتي أجلُ
طرحْتُ في عتباتِ الغارِ ملحمتي *** و الغارُ يعرفُ من حَلُّوه و ارتحلوا
غارُ الهدى و عيونُ الدهرِ رانيةٌ *** تغازلُ الفجرَ، طابَ الحبُّ و الغزلُ
غارٌ و في مقلتيه كلُّ أمنيةٍ *** أملودةٌ تتهادى عندها الأسلُ
فالليلُ فجرٌ و آياتُ الهدى حللٌ *** و المشرفيةُ عند الغارِ ترتجلُ
و اللوحُ يروي أحاديثَ مرتلةً *** و البيدُ يسجعُ في أسماعها الخجلُ
نعم أنا الغارُ في أرجائهِ وُلِدَتْ *** عقيدتي و شبابي فيه مكتملُ
فيه البشيرُ رسولُ اللهِ مرتجفٌ *** و الوحيُ يهتفُ و الأملاكُ تبتهلُ
اقرأْ و لو كنتَ أمياً لتُقْرِئه *** للناسِ نوراً و منه النورُ ينهملُ
اقرأْ و دفترُكَ الدنيا و ما حملَتْ *** و اكتب على هامةِ الصحرا أنا الأملُ
اقرأْ و أصحابُكَ الأقلامُ خطَّ بها *** وثيقةَ النصرِ يروي متنَها الأزلُ
هجرْتَ في الغارِ كأسَ النومِ فاغتسلَتْ *** بكَ الدياجي و قامَ الليلُ يرتحلُ
و صُنْتَ صوتَ الهدى يسري فراعدُهُ *** يزلزلُ البغي و الأصنامُ تقتلُ
و المشرفياتُ في عزِّ الأولى صقلَتْ *** بكفِّ خالد لم يفللْ لها نفلُ
أسقيتها من سُلافِ النورِ و انتصبَتْ *** باسمِ الهدى و عليها الموتُ منسدلُ
جرّدتَها في هوى بدرٍ يلاعبُها *** عشاقُها من كرامٍ فيك قد قتلوا
تراقصَتْ أنفسُ الكفّارِ من جزعٍ *** يومَ الكريهةِ و الطغيانُ مبتذلُ
أعداؤكَ الفدمُ شادوا الأرضَ من ذهبٍ *** و في صحافٍ من الإبريزِ قد أكلوا
و مِتَّ درعُكَ مرهونٌ على شظفٍ *** من الشعيرِ، و أبقى رهنَك الأجلُ
تاريخُنا أنتَ، لا نرضى به بدلاً *** لو كلُّ تاريخِ أمجادِ الورى بدلُ
و منكَ صحوتُنا الكبرى متوَّجةٌ *** بصوتِكَ العذبِ يحدو السادةُ النبلُ
صلَّتْ عليكَ دموعُ الحبِّ في لهفٍ *** و عانقتْكَ شفاهُ الروحِ و القُبَلُ
و باركتْكَ تحياتٌ معطرةٌ *** في نفحةٍ من عليلِ المسكِ تحتفلُ
كأن زاكيَها أنفاسُكَ ائتلفَتْ *** فالطيبُ من طيبِكَ المأهولِ يتَّصلُ
تغدو إلى طيبةَ الآمالُ سافرةً *** يغني عن الكحلِ في أجفانها الكَحَلُ
إلى رياضِكَ في أرضٍ ثويتَ بها *** فيها الهدايةُ و التاريخُ و الدولُ
كل عام .. ومولد فجر الهدى ..يمر عليكم بخير
كل عام .. ومولد فجر الهدى .. يمر عليكم بيُمن
كل عام و أنتم بسعادة .. وأمل .. ورضى