1. الضرب البدني والشفوي له آثار نفسية عميقة:
هناك قصّة كلاسيكية حول أم آمنت بالضرب كجزء ضروري من الانضباط حتى شاهدت في احد الأيام ابنتها التي تبلغ من العمر خمسة سنوات تضرب أخاها الصغير، وعندما واجهتها، قالت الطفلة بكل براءة، "أَنا أَلعب دور ماما فقط." وبالطبع لم تضرب هذه الأم طفلا في حياتها بعد ذلك.
يحب الأطفال التَقليد، خصوصاً تقليد الأشخاص الذين يحبونهم ويحترمونهم. ويعتبرون بأنه لا بأس من القيام بما يقوم به. فتذكروا أيها الآباء أنكم تنشئون أطفالا ليكونوا زوجات وأزواج، أباء وأمهات لأحفادكم. وعلى الأرجح أن نفس تقنيات الانضباط التي تَستخدمها مع أطفالك هي على الأغلب التي سيستعملها في مواصلة حياته. إنّ العائلةَ تعتبر مخيم تدريب لتعليم الأطفال كَيف يعالجون النزاعات. حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يأتون من عائلات عدوانية هم على الأرجح الأكثر ميلا لضرب أطفالهم.
تقول بعض الأمهات، "ولكنني لا أضرب أطفالي بشدة أو بشكل دائم،وغالبا ما أحضنهم وأداعبهم" . ولكن ما لا تعرفه هذه السيدات هو أن أغلب الأطفال لا يتذكرون الرسائل اللطيفة ولكنهم لن ينسوا الضرب.
يظهر استعمالك للعقاب البدني بأنه من الطبيعي التنفيس عن غضبك بضرب الآخرينِ. لهذا فأن شكل وتصرف الوالد أثناء عملية الضرب يترك انطباعا مؤثرا لدى الطفل كالضرب تماما. كيف تسيطر على غضبك هو أحد الأشياء الصعبة التي يجب أن تعلمها للطفل. ولعل من أهم شروط ضرب الطفل عدم ضربه وأنت غاضب، ولو تقيد الآباء بهذه القاعدة فقط لتوقف عن ضرب الطفل لأن الإنسان الهادئ يفكر بمنطق أكثر من الإنسان من الغاضب.
مع اطيب التمنيات
الدكتورة