ظاهرة العصر هي شبكة العنكبوت العالمية أو ما يعرف بالإنترنت التي حطمت كل الحواجز، و وصلت إلى كل مكان ، بل و أوصلت كل شيء لكل الناس حتى غدا العالم قرية صغيرة.
و حديثي هنا سيكون حول كيفية تعامل الشباب مع هذه الظاهرة- الثورة- التي جذبتنا إليها جذبا، حتى إنني ما دخلت مقهى من مقاهي الإنترنت إلا ووجدتها مملوءة عن آخرها بالشباب . – سبحان الله- كل ينقر، كل يكتب، كل يسأل ، كل يبحث عن مبتغاه – و مل أكثر المبتغيات البشرية- . و كثيرا ما يدفعني فضولي لأعرف ما يبحث عنه جاري ، فأسترق النظر، و أستكشف الأمر خلسة، فأجده إما:
- إنه يبحث في مواقع الجامعات الغربية
- إنه يبحث في مواقع الهجرة و العمل بالخارج
- إنه يبحث مواقع الزواج عساه يجد… إلا أنه يكتشف في النهاية أن كل ذلك سراب، و ربما التغرير خاصة لدى الإناث
- إنه يبحث في مواقع الجنس – خاصة الذكور- لينظر إلى صور العاهرات العاريات و هن يستعرضنا عوراتهن في الإعلانات الإباحية . فيظل ينظر إليهن حتى تتهيج شهوته، فلربما يذهب إلى…
- إنه يبحث في مواقع الدردشة و يدردش، و هو الغالب ، و كأن الشباب و جد الحل السحري لربط العلاقات . أغلب الشباب يذهب إلى هذه المواقع ليتحاور مع الآخرين، و هذا شيء جميل أن يتواصل الإنسان مع الآخر من مكان بعيد مختلف عنه جغرافيا و ثقافيا و لغويا، غير أن الحقيقة هي أن شبابنا يبحث عن إما عن فتاة أحلامه أو فارس أحلامها،. الغايات تكاد تنحصر هنا – خاصة لدى الإناث- حيث تكون الحرية في الاتصال مع من تريد دون أي مراقبة، ومن خلالها يتم عقد الصفقات و ترتيب المواعيد و تبادل البرقيات.
و المحزن أنك تجد إعلانات لحسناوات عربيات في مواقع إباحية غربية يعرضنا أنفسهن بثمن بخس لتجار الأجساد البشرية. هل من مشتري؟ لا شك أن الفقر و الحاجة سبب ذلك. لكن إلى متى سيبقى هذا التفكير وهذا السلوك و هذه المهنة الرخيصة. و المثل العربي يقول تجوع الحرة و لا تعمل المرأة بثديها.
و هذا يكشف عن حقيقة انشغالات شبابنا و همومه. إنها كارثة ما بعدها كارثة أن يكون هذا كل ما يفكر فيه شبابنا و يطمح إليه و يعمل من أجله. ماذا تنتظر من شباب يكون هذا همه؟
و هذا يشكف عن فراغ يعانيه شبابنا فراغ في التوجيه و في الحصانة، في القضية، لا قضية له و لا هم يحمله اتجاه دينه و أمته ووطنه.
و هذا دور المسؤولين في أجهزة الإعلام، و مؤسسات التعليم، و دور الأباء.
و يبقى أمر آخر لا يقل خطورة و هو أن البعض تحول إلى مدمن، وصل إلى درجة الإدمان على الإنترنت، لا يستطيع التخلص منها. و هذه درجة متقدمة وصل إليها شبابنا.