بدأت أكتشف مؤخرا إلى جانب كم أنا وسيمة وجذابة وعبقريه وألمعية ووو..إلخ.. أنني غريبة بعض الشيء،
ولست على ما يرام نوعا ما!!
وبدأت أكتشف أيضا أشياء أخرى، شكلت فارقا ملموسا على صعيد العلاقات الدبلوماسية مع نفسي
والتي أثرت سلبا في معرفتي الوطيدة بها، والتي جعلتني أدرك بحكمتي وألمعيتي النادرتين أنني لم أعد أشبهني كثيرا كالأيام الخوالي، وخصوصا بعد الكوارث النفسية التي حصلت لي قبل فترة وجيزة !
فقد بدأت أتفطن أنا النبيهة أن طوق الإدمان ناحية أشياء سيئة كثيرة قد عرف طريقه نحوي بشكل مبالغ فيه
كمتابعة الأخبار المحلية والعالمية بشغف لا مسبوق، لدرجة أنني قد أنصرفت -وبكل صفاقة-عن متابعة فيدو كليب "عجرمي" أو " هيفاوي" بأفخاذه وسيقانه العارية وكل مقبلاته الشهية، إلى نشرة أخبار سخيفة تتحدث عن احتلال سافر وقتل وتشريد وانفصال وإبرام عقد لبيع وطن بكل ما فيه ومن فيه..
تصوروا السخافة ؟!
كما أنني -للأسف الشديد- بدأت أفرط في الحديث عن السياسة والوطن والشعب والحقوق والمظلومين
والجنوب والشمال وكل تلك الأشياء التافهة والشعارات التي لا تغني ولاتسمن من جوع، ولا تورث سوى تذكرة ذهاب أكيدة وسريعة إلى أقرب معتقل في هذا البلد الذي يقال عنه بأنه معقل "الديمقراطية"- والله أعلم مامعنى كلمة "ديمقراطية" هذه-!!
في حين أن لدي في خزانة أفكاري الحديثة أشياء أفضل بكثير للحديث عنها، وأكثر تشويقا وإثارة مثل "النميمة" أو تناول ساندويتش معبأ بلحم الغائبين على طبق الغيبة في جلسة ودية مع بعض الأصدقاء القدامى،
أو الخوض في نقاش محوره أعراض الناس وأسرارهم ونسائهم مثلا! كما أنه يمكنني الحديث عن آخر أخبار الأفلام والمسلسلات والمشاهد الخلاعية اللذيذة التي لا تقدر بثمن، والإبحار خلف آخر ما ورد من معلومات عن المشاهير ومن تزوج منهم ومن طلق وأين سيموتون لاحقا وأين سيتناولون عشائهم بعد أربع سنوات مثلا!!
ولم أكتفي بهذا وحسب بل أنني قد تطرفت في بلاهتي وبدأت أخبر أنني لا أحب سوى جمال الروح فقط
ومنصرفة عن جمال الجسد الذي لايعدو كونه مجرد أمر ثانوي بالنسبة لشخصية روحانية عديمة الأخلاق مثلي
كما أنني أخبرت -وبكل بلاهة أيضا- أنني لست عازمة إطلاقا إقامة علاقة ما من أي نوع كانت
مالم يكن باطنها شريف، وظاهرها بريء خالص لوجه الله،
برغم أنني لم أكن أومن بحرف واحد من هذا الهراء من قبل،
يبعث بها الجوال أو الحراج الإلكتروني الشاسع الذي يضج بمثل هذه المسائل!!
ومما زاد الطين بلة ياسادة أنني أيضا قلت في نفسي وبكل وقاحة أنني بصدد تقديم النصيحة الخالصة لكل بنت
كي لاتقع إحداهن في حبائل شيطان بشري أو ذئب جائع ينتظر فريسته بفارغ الصبر
وهو الأمر الذي جعل الحيرة تأكل من رأسي في شراهة رهيبة
كل هذه الأمور المؤلمة والتي شكلت انحرافا معياريا كبيرا في مسيرة حياتي الحافلة
وانسجامي مع نفسي الحبيبة، دعتني ألا أدخر جهدا في زيارة أول طبيب نفسي
لعله يستطيع وصف الدواء الفعال وإدراك ما يمكن إدراكه!!
وهناك عند الطبيب بعد جلسة طويلة المدى شارحا له بصدق يشوبه القلق
أعراض مرضي الذي استشرى في نفسي واستفحل كثيرا وسلب علي راحتي وهنائي،
أخبرني ذلك الطبيب بكل برود معدني وبلهجة العليم ببواطن الأمور
أن العلة تكمن في أنني مصاب بـ "إنبعاج تفسخي" في الحارة الواقعة بين عقلي الباطن والظاهر
أدى إلى معركة نفسية طاحنة بين الأخيرين كان ضحيتها العبدة لله (أنا)،
وأنني للأسف قد بدأ ضميري اللعين يفيق من سباته الطويل -لا سامحه الله- وبدأ بصحوة مفاجأة قد تجشمني متاعب كثيرة لا قبل لي بها إن لم أسارع بتدارك الأمر الجلل،
كما أنه أخبرني -بكل أسف- أنه لايملك أي حيلة في تقديم يد العون في حالة خطيرة كهذه!!
كلي يقين ياسادة أنكم الآن قد ترسلون لحضرتي قافلة طويلة تعج بمختلف الشتائم وأخواتها الصغار،
وطابور كامل من المصطلحات الفارة من دهاليز المصحات النفسية، وتصفون حضرتي بأنه شخصية مجنونة ذو علة في دماغي الصغير، يتمتع بروح سادية مختلة الأهواء، فر من مصحة عقلية وينبغي الإسراع بإعادتي إليها قبل أن يصبح عالة على هذا المجتمع العاقل..
على الرغم من أنكم لو كلفتم أنفسكم عناء التفكير قليلا لأدركتم أن حضرتي هي العاقلة الوحيدة
في هذا الكوكب المصاب بما يسمى بـ "الضمير الإنساني"، لاسيما وأنني عازمة الآن وبكل صدق على الدعاء لكم بالشفاء العاجل منه، مثلما أدعو لنفسي به أنا أيضا!!
ولا أخفيكم سرا ياسادة أنني بصدد قطع أول تذكرة ذهاب لدولة أوروبية شهيرة للغاية
بغرض القيام بعملية جراحية عاجلة لاستئصال هذا الضمير الذي أنا موقنة تمام اليقين بأنه ليس سوى شيء كمالي زائد عن الحد، ينبغي علينا جميعا أن نتخلص منه قبل أن يستشري في النفس ويخطف علينا راحة البال وهناء الحال!!
أقول قولي هذا
وأستغفر الله لي ولكم
وشفانا الله جميعا من بلاوي الضمير ومشتقاته البغيضة..
حررت بتاريخه: شخصية يقال عنها أنها غيرعاقلة جدا..
وبالمناسبة "انا" : شابة وسيمة جدا، وحبوبة جدا، اهوى التعارف وجمع الزوابع،
لديه جوال -بكاميرا تمشي الحال- لم ازر يوما جزر الهاواوي ولا جزر القمر،
لاتستهويني المسلسلات التركية ولاحتى نور شخصيا،
ااحب الأحلام كثيرا واؤمن بأن النوم هو أسرع الطرق لتحقيق مثل هذه المسائل،
ولدي الكثير من الهراء انوي التخلص منه عقب صلاة الفجر مباشرة (نقطة)