ربح "ولاد العم" مرتين لدى عرض الفيلم لأول مرة في بعض الصالات الأميركية خلال اليومين الماضيين.
أولاً، يُعد عرض شريط مصري في الدور الأميركية أمراً نادراً لا يتكرر في تاريخ السينما المصرية. وربما هذا ما يفسّر السرية التي أحاطت برحلة المنتج هشام عبد الخالق وبطلي الفيلم كريم عبد العزيز وشريف منير إلى نيوجرسي ومانهاتن. ولم تُبلّغ الصحافة المصرية بالأمر إلا بعد السفر. أما الأمر الثاني والأهم فكان صمود الشريط أمام تهديدات اللوبيات الإسرائيلية في بلاد العم سام. إذ أكد هشام عبد الخالق أن مدراء الصالات الأميركية طلبوا ضمان سلامة أبطال الفيلم على نفقته الخاصة، مؤكدين أنهم تلقوا اتصالات من جماعات يهودية معروفة تطلب فيها عدم عرض الشريط بحجّة أنّه يسيء إلى المجتمع الإسرائيلي. وأكد عبد الخالق أن محمد خشاب المنظم المصري للعروض الثلاثة التي أقيمت للفيلم، دفع مبلغاً إضافياً لتأمين الصالات بعدما خاف أصحابها من وقوع اعتداءات من أنصار الدولة العبرية، وأنّ بديل عدم الدفع كان إلغاء العروض. وهو ما رفضه الفريق المصري، سواء القادم من القاهرة أو الموجود أساساً في أميركا. علماً بأنّه نُسِّق عرض الفيلم هناك بالتعاون بين "المجموعة الفنية المتحدة" المنتجة للشريط في مصر، وفرع "شبكة راديو وتلفزيون العرب" في أميركا، وشركة Rich Media.
ووفق مجموعة صور نُشرت على الإنترنت، فقد حظي الفيلم بإقبال كبير من العرب المهاجرين، ليس فقط لأنه يتناول قضية شائكة، بل لندرة الأفلام العربية الجديدة التي تعرض هناك. وما زال الشريط يحقق المزيد من الإيرادات في القاهرة والعواصم العربية التي يعرض فيها حالياً. علماً بأنّه اقترب من الوصول إلى حاجز العشرين مليون جنيه (أربعة ملايين دولار) في شباك التذاكر المصري. ويأتي غضب بعض اليهود الأميركيين من "ولاد العم" ليمثّل خط دفاع جديداً لصناع العمل الذين تعرّضوا لانتقادات بسبب الصورة الإيجابية التي ظهرت عليها "إسرائيل" في الأحداث. وهي الصورة التي اعتبرها أصحاب الشريط واقعيةً يجب نقلها بأمانة. لكنهم لفتوا في حوارات صحافية عديدة إلى أنّ الهدف الأهم من العمل كان فضح التناقض الكبير في الشخصية الإسرائيلية التي لا تستطيع إخفاء عنصريتها تجاه غير اليهود. وهو التناقض الذي أغضب بالتأكيد اللوبي الإسرائيلي في أميركا من دون أن يصل هذا الغضب حدّ منع عرض الشريط الذي عاد صناعه إلى القاهرة بسلام.