الطيارون الرافضون يتحدثون ويفضحون سياسة إسرائيل
هم مجموعة من أكفأ الطيارين فى إسرائيل وكانوا حتى وقت قريب أصحاب طلعات جوية عديدة تغطى سماء المدن والقرى الفلسطينية كلها ولكنهم فجأة ودون أى سابق إنذار قرروا الابتعاد عن هذا العمل وأكدوا إنهم يخجلون من عملهم الذى يستهدف المدنيين والعزل من السلاح!!
التى يعانى منها الجيش الإسرائيلى عامة وسلاح الجو خاصة إن هؤلاء الرافضين يعدون من أبرز الطيارين الأكفاء فى السلاح الجوى بل إن أحدهم هو الحائز على جائزة أمن إسرائيل هذا العام لأنه استطاع بطائرة الأباتشى الخاصة به اصطياد العديد من الناشطين الفلسطينيين!!
وكانت المفاجأة الكبرى إن 25 طيارا وقعوا على وثيقة رسمية تؤكد رفضهم التام للقيام بأية طلعات جوية تستهدف القرى أو المدن الفلسطينية وقدموا هذه الوثيقة لقائد السلاح الجوى الذى سارع بنقلها إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء الذى حاولا وحاولوا ولكن الطيارين رفضوا وأكدوا إن ما كانوا يفعلونه فى السابق يدخلهم تحت نطاق مجرمى الحرب وإنهم لا يوافقون على هذا أبدا.
ونظرة بسيطة على الموقعين على وثيقة الرفض يتبين لنا إنهم من كبار القادة فبينهم ضابط عظيم برتبة جنرال يفتاح سبيكتور وهناك ثلاثة عمداء وعقيدين وثلاث رواد وبينهم خمسة ضباط من قادة طائرات الأباتشى وإثنين من قادة طراز الـ أف – كل هذا يدعو إلى الدهشة عن السبب الذى حدا بهؤلاء الطيارين الأكفاء إلى رفض العمل وكيف تسرب إليهم فجأة الإحساس بالخجل ولماذا رفضوا إجراء أية حوارات صحفية مع صحيفتى هآرتس أو معاريف فى حين وافقوا على اجراء هذه الحوارات مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" ويبدو إنهم يعتبروننا هنا فى "هآرتس" أعداء وغير ديموقراطيين فى حين وجدوا الصداقة والديموقراطية مع كتاب وصحفيى "يديعوت أحرونوت".
يقول أحد طيارى الأباتشى الرافضين لضرب القرى والأحياء الفلسطينية "إن من يستمع إلى القرارات التى كانت تصلنا عبر أجهزة اللاسلكى سيكتشف على الفور سبب خجل كل هذا العدد من الطيارين من عملهم ورفضهم الاستمرار فيه ففى القاموس العسكرى الاسرائيلى الحالى لا توجد كلمة رحمة فعندما كنا نخاطب القيادة بشأن وجود مجموعة من الأطفال صغار السن داخل المنزل المراد نسفه كانت الاجابة تأتينا فورا بصرخة مفزعة "أنتم تعلمون ما هو الواجب عليكم فعله المهم أن تؤدى المهمة ولا فارق فيما سيحدث بعد ذلك هل فهمتم جيدا.. بالطبع – يضيف طيار الأباتشى – فإن هذه الأوامر كانت واضحة لا لبس فيها حيث تطالبنا القيادات بنسف رأس رضيع فلسطينى من أجل الحفاظ على أمن الوطن بأى منطق عقلانى لا نعرف.
يبدو إن الطيار الإسرائيلى مل تماما من الاحمال النفسية الملقاة عليه واصبح عاجزا عن التكيف مع هذا الأمر وهو ما تسبب لنا جميعا فى هذه الفضيحة المدوية وكيف نداريها لا أمل فى ذلك خاصة وإن أجهزة الإعلام العربية نشطت لمتابعة ذلك الأمر لحظة بلحظة!
روجال الفار
هآرتس