admin Admin
تاريخ التسجيل : 23/08/2009 العمر : 57 الموقع : wild-flower.ahlamontada.net
| موضوع: التلعثم عند الاطفال السبت مايو 29, 2010 6:20 am | |
| التلعثم عند الطفل
هو كلام يتميز بتكرار عال أو إطالة سواء في الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، مع ترددات وإنقطاعات كثيرة أثناء الحديث، بصورة تؤثّر على الانسياب الإيقاعي للكلام.
ومع ملاحظة العديد من الأسر حدوث هذه الحالة لدى أبنائها خصوصاً في ظل وجود أشخاص غرباء يلتقون بهم للمرة الأولى، «سيدتي» اطلعت من استشارية التخاطب والصوت واللغة الدكتورة أروى عاصم عن إضطرابات التلعثم عند الأطفال، وأسباب حدوثها، وطرق التغلّب عليها..
يعتبر التلعثم حالة شائعة جداً في مرحلة الطفولة المبكرة أي في سن الثالثة, وهي تحدث نتيجةً للنقص في محصلة الطفل اللغوية واللفظية, بالإضافة إلى تزاحم الأفكار التي تتسابق للخروج على شكل جمل قصيرة متقطعة. وتلاحظ هذه الحالة بصورة جلية في المرحلة الممتدة بين 3 و6 سنوات من عمر الطفل.
واذ تكون هذه الاضطرابات اللفظية أمراًً عارضاً عند بعض الأطفال ينتهي بعد فترة بسيطة، فهي تزداد عند البعض الآخر، وتستمر مصاحبةً لكلامهم لفترة ليست بقصيرة. وفي بعض الأحيان، قد تظهر ثم تختفي على فترات متفاوتة عند بعض الأطفال أي تكون متقطعة، علماً أنها تتراوح ما بين أسبوع إلى أشهر عدة.
4 حالات
وتشرح الدكتورة أروى عاصم أن هناك أنواعاً من التلعثم تصيب الأطفال، وتختلف باختلاف مراحلهم العمرية، وهي على الشكل التالي:
التلعثم النمائي: يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات، ويستمر لعدة أشهر.
التلعثم المعتدل: يظهر في الفئة العمرية من 6 إلى 8 سنوات، ويمكن أن يستمر مع الطفل لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.
التلعثم الدائم: يظهر لدى الأطفال من عمر 3 إلى 8 سنوات، ويمكن أن يستمر معهم لفترة، إلا إذا عولج بأسلوب فعّال.
التلعثم الثانوي: يرافقه عبوس في الوجه، وحركات في الكتفين، وتحريك الذراعين أو الساقين ورمش العينين أو التنفس غير المنتظم.
عوامل وراثية؟
ورغم عدم وضوح الأسباب المسؤولة عن اضطرابات التلعثم, إلا أن البعض ينسبها إلى عوامل وراثية في العائلة في حين ينفيها الآخرون، اذ من الممكن أن تصيب طفلاً لا يعاني أحد من أفراد عائلته من هذه الاضطرابات. والملاحظ أن السمة المشتركة في كل حالات اضطراب التلعثم التي يعاني منها الأطفال، أنها تكون مصحوبة دوماً بشيء من القلق والتوتر النفسي خصوصاً عند الأطفال الذين تلازمهم هذه الحالة إلى ما بعد سن السادسة.
أسباب التلعثم
وتعود أسباب التلعثم الرئيسية بالدرجة الأولى إلى:
وجود خلل أو عطل وظيفي في مراكز الكلام بالمخ. المنافسة بين جزءي المخ السائد وغير السائد، ويظهر هذا الأمر في تلعثم الطفل الأعسر عند محاولة أسرته، إخضاع الناحية اليسرى للسيطرة بالضغط عليه ليكتب بيده اليمنى، كون الطفل مولوداً بالجزء السائد من الناحية اليمنى وليس اليسرى، كما هو معتاد.
أسباب نفسية وتظهر بوضوح في:
(أ) القلق النفسي العام في مواجهة المواقف التي يخشاها.
(ب) انعدام الأمن والثقة بالنفس ما ينتج أثراً انفعالياً شديداً يعاني منه الطفل عند الحديث، يؤدي في النهاية إلى حدوث حالة التلعثم.
(ج) صحبة الغرباء، وهي علامة على فقدان الثقة بالذات واضطراب التوافق الاجتماعي، في حين أن الأداء الكلامي يتحسّن بدرجة عالية عندما يكون بمفرده.
(د) الجدل العنيف أو المستمر في الأسرة يعتبر مصدر قلق لكثير من الأطفال مما يؤدي إلى التوتر داخل الأسرة.
(هـ) خوف الطفل من أن يبدو بطيئاً أو بليداً أمام الآخرين، وكذلك خوفه من انتقاداتهم يجعله يتوقع انه لن يتحدث بشكل جيد.
أسباب عضوية ونلاحظ وجودها من خلال:
نظرية التداخل السمعي: ويكون خلف الاضطراب خلل في الإدراك السمعي، ويبدو في صورة تأخر وصول المعلومات المرتدة. نظرية اضطراب التوقيت: وهي نظرية تفسر حدوث الاضطراب على ضوء التناول النفسي، وتشير إلى حدوث تشوش في توقيت حركة أي عضلة لها علاقة بالكلام مثل الشفتين والفك.
وغالباً ما يجب على الأهل معرفة أن عوامل النطق الصحيح وسلامته تتطلب من الناحية العضوية:
سلامة الأذن التي تستقبل الأصوات.
سلامة الدماغ الذي يحلّل الأصوات.
الأسباب البيئية
يكون تأثير البيئة في كثير من الأحيان أقوى واشد تأثيراً من الأسباب الأخرى، ويبدأ هذا التأثير بعد السنة الثانية من عمر الطفل، عندما تلزم بعض الأسر طفلها على الحديث وهو ما يزال في سن صغيرة للغاية، الأمر الذي يسبب له اضطراباً في الكلام، كما أن بعض الآباء يأمرون أطفالهم بإعادة الكلمة التي قالوها بتلعثم، ويطلبون منهم التحدث ببطء. وفي غالبية الأحيان، ان هذه التعليقات تجعل الطفل قلقاً مما يؤدي إلى تلعثمه بشكل أكبر لتتفاقم المشكلة.
جلسات التخاطب
ولا تلعب الأدوية دوراً هامّاً في علاج التلعثم, ومن هنا يفضل الاتجاه للعلاج النفسي والتخاطبي في فهم مشاكل المريض، حتى نستطيع التخفيف من درجة التوتر المصاحبة للتلعثم، وبالتالي مساعدته على النطق بصورة سليمة عن طريق جلسات علاج التخاطب، بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي.
وفي غالبية الأحوال فإن نسبة %50 إلى %80 من حالات تلعثم الأطفال تتحسن تلقائياً بدون تدخل خارجي، ويلاحظ أن التحسن يكون أعلى لدى الإناث منه لدى الذكور.ومن المفيد جداً للأهل مراعاة ما يلي للتغلب على هذه المشكلة:
- يجب عدم إلزام الأطفال على تعلّم الكلام إلا إذا كانوا يتقبلونه، فلا بد للأم من الانتباه الى ضرورة الحديث الدائم مع طفلها، وهي تريه وجهها وفمها وليست معرضة عنه، فضلاً عن التحدث ببطء معه.
- من المفيد تعويد الطفل على الكلام البطيء والقيام بعملية شهيق وزفير قبل كل جملة، فالتنفس يؤدي إلى إبقاء الأوتار الصوتية مفتوحة.
- يمكن للأم تعويد طفلها على استخدام جهاز «بندول الإيقاع»، الذي يساعد في التحدث بمصاحبة ضربات بطيئة للبندول.
مراعاة خفض القلق تدريجياً عند الطفل بتجنب ابداء التعليقات السلبية حول تلعثمه، مع تقديم الاستحسان عندما ينطق كلمة بشكل صحيح.
بين الإناث والذكور
اتفقت غالبية الباحثين على أن نسبة حدوث التلعثم في صفوف الذكور أكبر منها عند الإناث، علماً أن معظم هذه النسبة تتراوح بين 3 و4 أطفال ذكور لكل 100 طفل مقارنة بطفلة لكل 100 طفلة.
كيف يكتشف الأهل وجود اضطرابات تلعثم عند أطفالهم؟
ان أبرز السلوكيات المصاحبة لاضطرابات التلعثم والتي تمكن الأهل من معرفة ما إذا كان أولادهم يعانون من اضطرابات في التلعثم، هي: إغماض العينين وفتح الفم والشد على قبضة اليد أو على اللسان داخل الفم. وفي هذه الحالة، يجدر بالأهل الاهتمام بـ :
- فحص كلام الطفل على يد طبيب متخصص في التخاطب. - القيام بعمل تحليل صوتي للكلام على الكومبيوتر. - استشارة الطبيب النفسي للوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في كثير من الأحيان تكون أجهزة التنفس والصوت والكلام سليمة في البنية والوظيفة، رغم حدوث التلعثم عند الطفل | |
|